Switch to English

www.alexapta.org

حوار| رئيس هيئة النقل العام بالإسكندرية يتحدث عن المونوريل والمترو والأتوبيس الكهربائي

قال اللواء خالد عليوة، رئيس الهيئة العامة لنقل الركاب في الإسكندرية، إن عدد مستخدمي مرافق النقل العام ارتفع بمقدار 16 مليون راكب خلال العام الحالي مقارنة بالعام 2016، وذلك بسبب رفع أسعار الوقود، مشيرًا إلى أن الهيئة تسعى لجذب الركاب أصحاب السيارات الخاصة وليس محدودي الدخل فقط.

وكشف عليوة، في حواره مع مصراوي، أن الهيئة بصدد طرح مناقصة لإنشاء 6 خطوط ترام جديدة لربط شبكة "ترام المدينة" بالتعاون مع القطاع الخاص، بنظام الـ "POT"، فضلاً عن تأهيل الأتوبيسات العاملة بالسولار لتحويلها إلى الكهرباء.

8 مسارات مقترحة للمونوريل واحد فقط قابل للتنفيذ

وأضاف أن الجهات المشاركة في تطوير محور المحمودية تدرس أيضًا إمكانية مد شبكة خطوط الترام غربًا حتى برج العرب، وشرقًا حتى المنتزه من خلال حرم مستقل جزئيًا على المحور الجديد، بما يساعد في تقديم خدمة متميزة.

وإلى نص الحوار:

·بداية.. ما هي الإمكانات المتوفرة لهيئة النقل العام في الإسكندرية حاليًا؟

تمتلك هيئة النقل العام أسطولاً من الأتوبيسات وعربات الميني باص يصل إلى 738 وحدة، بينها 100 أتوبيس مكيف، و4 أتوبيسات بدورين "douple duck"، فضلاً عن 161 عربة ترام بواقع 42 عربة على خط "الرمل"، و119 عربة على خط "المدينة"، تنقل نحو 250 ألف راكب شهريًا، بالإضافة إلى خدمات البنية التحتية للترام والأتوبيسات من محطات كهرباء وورش صيانة وجراجات ومستشفى خاص بالعاملين بالهيئة.

·هل عدد الأتوبيسات حاليًا يكفى حاجة الإسكندرية؟

الإسكندرية هي العاصمة الثانية، وتستقبل في فصل الصيف أعدادًا كبيرة من الزوار، ما يستدعي وجود أسطول نقل عام كبير، وهو ما نعمل عليه وفق الإمكانات المتاحة، فمنذ أيام تسلمنا 20 ميدي باص جديد مكيف من شركة "جوريكا مصر" وذلك بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 15 مليون جنيه تم الدفع بها على 4 خطوط سير جديدة، لكننا مازلنا في حاجة إلى دعم الأسطول لتغطية احتياجات مدينة برج العرب الجديدة والمناطق النائية.

ويجب أن تعرف أنه في العام 2014 لم تكن الهيئة تمتلك سوى 468 وحدة (أتوبيس وميني باص)، وزيادة عدد أسطول النقل العام مؤخرًا أضاف 24 خطًا جديدًا للأتوبيسات لتربط بين مناطق غرب وشرق ووسط الإسكندرية.

·هل هناك أتوبيسات سيدفع بها خلال الفترة المقبلة؟

نعم، تعاقدنا على 15 أتوبيس جديد يعمل بالكهرباء، ومن المقرر توريد أول أتوبيس لتشغيله بالخطوط على سبيل التجربة لمدة 3 أشهر قبل توريد باقي الكمية. كما تعاقدنا مع شركة "غبور" لتوريد أتوبيسين دورين "douple duck"، بتكلفة 10 ملايين جنيه.

·ما هي مواصفات الأتوبيس الجديد العامل بالكهرباء؟

الأتوبيس الذي يعمل بالكهرباء أكثر تميزًا من مثيله الذي يعمل بالوقود أو الغاز فهو أكثر أمانًا وراحة وصديق للبيئة ومكيف الهواء وأقل جهد وتكلفة في تنفيذ عمليات الصيانة، فضلاً عن أنه مزود بخاصية التتبع ونظام مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى أن دورة شحنه تستغرق ساعتين ونصف الساعة فقط، وتكفي للسير مسافة 220 كيلو مترًا، بفضل بطارياته الثمانية المزود بها.

·ماذا عن خطة الهيئة حيال تحديث وتطوير الأتوبيسات القديمة؟

هناك طفرة غير مسبوقة في تحديث أسطول أتوبيسات النقل العام، فقد رفعنا كفاءة 422 أتوبيسًا وميدي باص من خلال 30 مرحلة، وذلك بنسبة 90% من إجمالي السيارات القديمة الموجودة بالخدمة، إذ أن هدفنا دائمًا خدمة المواطنين بكجميع مستوياتهم الاجتماعية.

·بعد رفع أسعار الوقود وقطع الغيار.. هل سيتم رفع سعر تذكرة الأتوبيس؟

لا توجد أي نية لرفع سعر تذكرة أتوبيسات النقل العام أو الترام، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار قطع الغيار والوقود وغيرها فإننا لا نفكر في زيادتها خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار تخفيف الأعباء عن المواطن البسيط، واستمرار العمل بتعريفة الركوب الحالية دون تغيير هو ما أدى لزيادة عدد الركاب على مرافقنا بمقدار 16 مليون راكبًا مقارنة بعام 2016.

·هل نجحت الهيئة في دفع المواطن إلى الاستغناء عن سيارته الخاصة؟

نعمل على هذا الأمر ضمن خطتنا، فنحن نسعى لتقديم خدمات نقل عام بمستويات عادية ومميزة ومكيفة لتشجيع وجذب الركاب أصحاب السيارات الخاصة وليس محدودي الدخل فقط، وبالتالي تقليل استخدام التاكسي والسرفيس بما يساهم في تخفيف أزمة المرور.

·كم تحتاج أتوبيسات النقل العام من الوقود شهريًا؟

لدينا 250 أتوبيسًا تعمل بالغاز و488 أتوبيسًا تعمل بالسولار تحتاج لنحو مليون و250 ألف لتر سولار شهريًا، وذلك بتكلفة ارتفعت من 3 ملايين جنيه قبل الزيادة الأخيرة إلى 5 ملايين جنيه، علمًا بأننا نشتري الوقود بالسعر المدعم، وندرس حاليًا العروض الفنية المقدمة لإعادة تأهيل الأتوبيسات العاملة بالسولار لتعمل بالكهرباء.

·ما هو حجم مكاسب هيئة النقل العام؟

النقل العام تتبع محافظة الإسكندرية وهي غير هادفة للربح بل خدمية بأسعار يمكن وصفها بالمدعمة، ولكن هذا لا يمنع أننا نسعى لتنمية إيراداتنا وتعظيم الاستفادة من أصولنا، فالعام المالي الماضي كان المستهدف 113 مليون جنيه لكننا حققنا 150 مليون و222 ألفًا و692 جنيهًا بزيادة قدرها 37 مليون و222 ألفًا و692 جنيهًا، وأتوقع تحقيق 200 مليون جنيه خلال العام الجاري، وذلك بفضل تنويع الخدمات المقدمة للمواطن، وزيادة عدد الركاب بعد رفع سعر الوقود، وتقنين أوضاع حائزي المحال والإعلانات في حرم المحطات، وبالتالي زيادة الإيرادات وتقليل الخسائر.

16 مليون راكب زيادة بمرفق النقل العام منذ رفع أسعار الوقود 

·ما موقف محال محطة ترام الرمل وهل ستظل مغلقة رغم انتهاء تطوير المحطة بالكامل؟

المحال المملوكة للهيئة داخل محطات الترام هي أصول مهدرة للدولة ويعاد طرحها على فترات طبقًا لقانون المزايدات للاستغلال لمدة 3 سنوات، وفي محطة الرمل تمت ترسية محلين وتبقى محلين وكشكين جاري طرحهما في مزايدة خلال أيام. كنا نحصّل إيجارًا شهريًا لا يتجاوز الألفي جنيه، أما الآن فحصيلة الإيجار ارتفعت إلى 88 ألف جنيه.

·ما الهدف من تطبيق الـ"GPS" و"التذكرة الإلكترونية" بمرفق النقل العام؟

تشغيل غرفة تحكم بالـ "GPS" ساهم في متابعة ومراقبة الأتوبيسات والميدي باص لحظة بلحظة لمعرفة مسار وسرعة كل مركبة، وعدد الكيلو مترات التي استهلكتها، والتنبؤ بالمشكلات المتعلقة بالمرور، وإبلاغ السائقين بها أولاً بأول، أما عقد تطوير نظم الميكنة الآلية مع إحدى الجهات السيادية من خلال تطبيق منظومة التذاكر الإلكترونية والربط الإلكتروني بين إدارات الهيئة فإنه يهدف إلى إحكام السيطرة المالية على التداول النقدي داخل الهيئة بما يحقق عائدات مالية متنوعة ومنضبطة.

·ما أسباب تكرار حوادث الترام خلال الفترة الأخيرة؟

تلك الحوادث سببها عدم وعي المواطن وسوء السلوكيات، فقائدي السيارات لا يلتزمون بالإشارات المرورية في المزلقانات، وبعضهم يصف سيارته على حرم الترام ما يعوق مسيره، وآخر واقعة لخروج الترام عن القضبان كانت بسبب تراكم القمامة على القضبان، ولا أرى أن سائقي الترام يتحملون المسؤولية في مثل هذه الحوادث إذ أن تعينهم يتم عن طريق لجان تدريب مكثفة وبعد اختبارات دقيقة.

·تمتد شبكات الكهرباء الخاصة بالترام في مناطق شديدة الزحام.. هل هي آمنة في الشتاء؟

شبكة كهرباء الترام، التي تمتد بطول 56 كيلو مترًا في "ترام المدينة" و28 كيلو مترًا في "ترام الرمل" تخضع لصيانة دورية، ويتم تكثيفها قبل بدء فصل الشتاء والنوات حفاظًا على حياة المواطنين، ومؤخرًا تسلمنا سيارتين جديدتين من فرنسا بتكلفة 10 ملايين جنيه، مجهزتين لإجراء عمليات الصيانة وتدعيم شبكة الكهرباء.

·هل لترام المدينة نصيب من خطة التطوير؟

مشروعات التطوير تشمل جميع مرافق الهيئة دون استثناء، وخط المدينة رفعت كفاءته الفنية وحُسن مظهره في 59 ترامًا مفصليًا به، بنسبة 50% من الأسطول البالغ عدده 119 وحدة. وهناك مناقصة عالمية طُرحت لتصنيع وتجميع 30 وحدة ترام بورش الهيئة، سيتم تشغيلها أيضًا على خط ترام المدينة، كما أننا وقعنا مؤخرًا عقدًا مع إحدى الشركات الأوكرانية لتوريد 15 ترامًا مفصليًا جديدًا للعمل بمرفق "المدينة"، وذلك بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 17.5 مليون دولار.

وتتميز الترامات الجديدة باستيعاب 140 راكبًا، وتصل سرعتها إلى 75 كيلو مترًا / الساعة، والعربات مكيفة ومزودة بخدمة الإنترنت "WIFI" ونظام التتبع "جى بى إس".

·كيف وصلت عربة ترام المدينة إلى معرض في ألمانيا؟

هناك جمعية تسمى "جمعية أصدقاء الترام" تضم أعضاءً من مختلف دول العالم، كانت قد اشترت من الهيئة إحدى عربات الترام الصفراء العاملة على خط المدينة، وذلك بعد تكهينها، ومن ثم عرضتها ضمن عربات ترام أخرى في معرض خُصص لأقدم الترامات في العالم، تم تنظيمه بدولة ألمانيا. ومؤخرًا زار أعضاء الجمعية الهيئة وأرادوا الحصول عربات أخرى خرجت من الخدمة إلا أننا رفضنا ذلك بعدما وضعنا خطة لتحديث جميع العربات وإعادة تشغيلها مرة أخرى.

·هل مشروع تطوير ترام الرمل هو نفسه المونوريل؟

لا.. بل مشروعين منفصلين تمامًا؛ ومشروع المونوريل طرحته شركة "BYD" الصينية وتم توقيع مذكرة تفاهم معها لتنفيذ المشروع بنظام الـ"BOT"، وهو مشروع مقسم إلى 8 مراحل بطول 128.25 كيلو مترًا، والمرحلة الأولى أو المسار الأول منه يبدأ من كارفور وحتى محطة الرمل، مرورًا بـ"الموقف الجديد، ومحرم بك، وقناة السويس، والنادي الأوليمبي، ومحطة مصر، والشاطبي، ومكتبة الإسكندرية، ومحطة الرمل"، بطول 10.600 كيلو متر.

أما المسار الثاني فيبدأ من كارفور وحتى سيدى جابر، والثالث من سيدى بشر إلى أبيس، والرابع وهو الأهم والذي أرى أنه أكثر قابلية للتنفيذ بالمقارنة بالمسارات الأخرى، فيبلغ طوله 21 كيلو مترًا، ويبدأ من رأس التين وحتى المندرة، مرورًا بطريق الكورنيش بالكامل. فيما تتوزع باقي المراحل الثمانية بمناطق غرب الإسكندرية في الكيلو 21 وستاد المكس والعوايد.

سوء سلوكيات المواطنين وراء تكرار حوادث الترام

·ما هي آخر إجراءات تحويل ترام الرمل إلى مترو سطحي؟

مشروع تطوير ترام الرمل وتحويله إلى "مترو سطحي مكيف"، بتكلفة تقدر بنحو 360 مليون يورو من الوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الأوروبي، وهو أحد أهم مشروعات النقل العام في الإسكندرية. ومؤخرًا حصلت الحكومة على منحة 8 ملايين يورو من الاتحاد الأوروبى، و100 مليون يورو أخرى كقرض من الوكالة الفرنسية للتنمية تمهيدًا لطرح مناقصة عالمية بين المكاتب الاستشارية العالمية لإعداد الدراسة التصميمية لمسار المشروع المقرر أن يستغرق وقت تنفيذه 3 سنوات. وسيتم تنفيذ المشروع على 3 مراحل، ويتضمن إنشاء 7 كباري علوية على طول مسار المترو بمناطق " القائد إبراهيم، وسبورتنج، وشارع سوريا، والمعسكر الروماني، وسيدي جابر، والوزارة، وجناكليس". كما يتضمن تحويل باقي المسار إلى إشارات إلكترونية تعطى الأولوية لمرور الترام، فضلاً عن توريد من 30 إلى 40 وحدة "مترو" حضري مزودة بأحدث التقنيات الحديثة، وتطوير محطات انتظار الركاب وعددها 37 محطة، وإعادة تأهيل ورفع كفاءة 3 محطات كهرباء.

ويساهم المشروع في زيادة سرعة ترام الرمل لتصبح 21 كيلو مترًا / الساعة بدلاً من 12 كيلو مترًا / الساعة، وتقليل زمن الرحلة إلى 31 دقيقة من "المنشية وحتى فيكتوريا" بدلاً من ساعة ونصف حاليًا، وزمن التقاطر بين الوحدات إلى 3 دقائق، فضلاً عن زيادة السعة الاستيعابية من الركاب 3 أضعاف الحالية التي تقدر بـ 150 إلى 180 ألف راكب يوميًا.

.هل تم الانتهاء من التصميم النهائي لحارة أتوبيسات النقل العام بمحور المحمودية؟

لا نزال في مرحلة الدراسة والتجهيز لتنفيذ المشروع الذي يتضمن إنشاء 8 حارات مرورية بطول 21 كيلو مترًا من" العوايد حتى الدخيلة" بينها حارة منفصلة لأتوبيسات النقل العام، وذلك لأول مرة في مصر، ما يساهم في حل مشكلة النقل والمرور. ويصل متوسط طاقة النقل للأتوبيسات ضمن المحور الجديد إلى 5000 راكب/ الساعة، وفترة التقاطر مدتها 4 دقائق، وزمن الرحلة بأتوبيس النقل العام على المحور الجديد لن تزيد على 30 دقيقة، علمًا بأن المرحلة الأولى من المشروع تبدأ من كوبري التاريخ وحتى العوايد، بطول 14.5 كيلو متر، تليها المرحلة الثانية من العوايد وحتى الحدود الإدارية مع محافظة البحيرة. ويخدم المحور الجديد مناطق ذات كثافات سكانية عالية جدًا منها: "مينا البصل، وكوم الشقافة، وكرموز، وغيط العنب، ومحرم بك، والنزهة، وسموحة، وحجر النواتية، وأبو سليمان، والترعة المردومة، والعوايد". وتدرس الجهات المشاركة في تطوير محور المحمودية إمكانية مد شبكة خطوط الترام غربًا حتى برج العرب وشرقًا حتى المنتزه من خلال حرم مستقل جزئيًا على المحور الجديد.

·تحدثنا كثيرًا عن خطط تطوير المرفق.. ماذا عن العنصر البشري؟

العنصر البشري على رأس أولويتنا، إذ يتم عقد دورات فنية وتدريب عملي للعاملين في التخصصات المختلفة، وجهزنا مؤخرًا مستشفى للعاملين بالهيئة في سيدي جابر على أعلى مستوى في الكفاءة الطبية، وبدأنا في إنشاء مستشفي جديد بالورديان، فضلاً عن تطوير نادي الترام الرياضي، وفتح 9 منافذ للجمعيات الاستهلاكية، وشراء قطعة أرض بمدينة مرسى مطروح لإنشاء مصيف للعاملين.